التدخين ...والفتوى بتحريمه ..

ضرر الدخان الاجتماعى .
الدخان يفسد الهواء لا سيما اذا كان فى الغرف والسيارات فيؤذى برائحته الكريهه الجلساء والاولاد والزوجه .
وقد قرر الاطباء ضرر استنشاق الدخان لأحتوائه على مادة النيكوتين السامه والقطران وغيرها .
وصرح الطبيب ( كلفورد) بأن استنشاق الدخان يضعف القلب اذا كان لدى الشخص حساسيه .
وصرح الدتور ناظم النسيمى نقيب اطباء حلب بأن الجلوس اربع ساعات فى غرفة المدخنين المغلقه تعادل شرب عشر سجاير .
قد يعدى المدخن المصاب بالسل والزكام وغيره لا سيما عند سعاله .
الماء والهواء عنصران هامان للحياه فكما ان الماء يمنع تلويثه ...فأن الهواء اولى بالمنع من تلويثه بالدخان .
ورد الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم : انما نثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ..ونافخ الكير..فحامل المسك اما ان يحذيك ..واما ان تبتاع منه ..واما ان تجد منه ريحا طيبه ..ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثه .
فالحديث يشير الى ان الجليس الصالح يستفاد منه وهو شبيه بحامل الطيب الذى يعطيك منه او تشترى منه او تشم منه رائحة طيبه .
والجليس السوء ومثله مثل موقد الحداد وهو شبيه بالمدخن اما ان يحرق ثيابك بسيجارته او تجد منه رائحة الدخان الخبيثه.
فلو ان انسانا غير مدخن وقف ينفخ الهواء فى وجهك لخاصمته ..او قلت مجنون ...فما بالك فى من ينفخ فى وجهك دخانا كريه الرائحه فيه سموم مضره .
الدخان يؤذى الجيران والملائكه .
وفى الحديث الشريف :
من اكل ثوما او بصلا فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد فى بيته .
والدخان اشد ازعاجا من الثوم والبصل .
والعجب ان اكثر المدخنين يفقدون الاحساس الاجتماعى ..فلا يشعرون بضرره على من حولهم ..حتى ولو كانوا مرضى ..ولا يبالون بما كتب من لوحات " ممنوع التدخين " فترى المدخن يدخن داخل السياره ...وفى الغرف المغلقه..وحين الاجتماع ..وفى المستشفى ..ويدخل المدخن الى المسجد ورائحة الكريهه تؤذى المصلين والملائكه ...مع ان الاسلام يطلب من المسلم استعمال السواك لا سيما عند الصلاه واستعمال الطيب لتكون رائحته طيبه .
حكم الفقهاء فى الخان .
الحنفيه :
قال فى تنقيح الحامديه لأبن عابدين " ان ثبت فى هذا الدخان اضرار فيجوز الافتاء بتحريمه "
وقد ثبت الان ضرره فى الصحه والمال والاخلاق والمجتمع ...وقال فى الدر المختار من الجزء الخامس من كتاب الاشربه : والنتن يدعى شاربه انه لا يسكر وان سلم منه فانه مفتر ..وهو حرام ..لحديث الامام احمد عن ام سلمه : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر " .
( والدخان مفت ر بأعتراف المدخنين والا طباء ) .
وعند الشافعيه قال فى بغية المسترشدين :
" يحرم بيع التنباك ممن يشربه او يسقيه غيره " والتنباك معروف من اقبح الحلال ..اذ فيه ذهاب الحال والمال ..ولا يختار استعماله ذو مرؤه من الرجال .
وقد فطن الشيخ القليوبى لأضرار الدخان فحرمه وكان عالما وطبيبا .
ويقول الباجورى فى حاشية على ابن قاسم :
" وقد تعتريه الحرمه ان تيقن ضرره " ( وقد تحقق ضرره الان بأجماع الاراء ).
والحنابله:
منهم الشيخ عبد الله بن الشيخ حين قال :
" ومما ذكرنا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكلام اهل العلم يتبين لك تحريم النتن الذى كثر فى هذا الزمن استعمناله " وممن حرمه من علماء مصر الشيخ احمد السنهورى الحنبلى .
اما المالكيه :
واجاب الشيخ خالد بن احمد من فقهاء المالكيه بقوله" لا يجوز امامة من يشرب التنباك ..ولا الاتجار به ..ولا بما يسكر ".
وممن حرم الدخان من علماء المالكيه الشيخ ابراهيم اللقانى وغيره.
والذى قال من الفقهاء بحله او انه تعتريه الاحكام الفقهيه الخمس فذلك قبل اكتشاف ضرره فى الطب الحديث ..وقد ثبت الان ضرره ..فلا اختلاف فى تحريمه ..ولو وجدوا فى زماننا واطلعو على اضراره لحرموه