شعرة معاويه....؟؟؟

شعرة معاوية.
ساءلت نفسي لماذا كانوا يدرسون لنا قصة شعرة معاوية ونحن أطفال في المدارس ....أيكون السبب أن معاوية لا زال حيا...صحيح انه انتقل بجسده منذ قرون بعيده، ولكن تقاليده ما زالت باقية وقائمه في معظم دول العالم العربي والاسلامى ، ولقد كان الذي يربط بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس هو كتاب الله الذي نزل به الوحي على قلبه.
كانت آيات القرآن هي سياسته وحكمته.
وفى عهد أبى بكر وعمر بن الخطاب كان الذي يربط بين الناس وبين خليفتيهما هو القرءان وألسنه.
وطل الحال قائما كذلك في عهد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ، وكذلك كان الوضع في عهد على بن أبى طالب كرم الله وجهه .
ثم جاء عصر معاوية وتغير الموقف تماما ، لم يعد ما بين الخليفه والناس كتاب الله أو سنة رسول الله ، إنما أصبح ما بين الخليفه والناس ( شعرة) إن هم شدوها ارحاها الحاكم وان أرخاها جاز لهم شدها .
تغيرت السياسة من كتاب إلى شعره ، وامتد هذا التغيير في التاريخ .
يحكى عن معاوية انه حبس عن الناس اعطياتهم فقام إليه أبو مسلم الخولانى وخطب فقال – يا معاوية إن هذا المال ليس لك ولا لأبيك وأمك فلماذا حبست عن الناس عطاياهم ، فغضب معاوية ، ثم نزل فدخل وأومأ إلى الناس أن اثبتوا ولا تتفرقوا ثم خرج معاوية وعاد إلى المنبر فقال أيها الناس – إن أبا مسلم قد قال ما قاله فغضبت لضلك ، وأنى سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا غضب أحدكم فليغتسل ) فصدق أبو مسلم فاغدوا على عطاياكم فخذوها على بركة الله.
هذه ألقصه كانت ترد للتدليل على عظمة حكم معاوية ، كان عنوانها ( هكذا حكموا ) .
والحق أنها قصه تثبت أنها عكس المقصود منها تماما ...إنها تثبت انه لميكن يعطى حقوق الناس إلا بعد أن يتطاول عليه الناس / وهى تثبت حكاية شعرة معاوية ، فلولا انه اغتسل وزال غضبه لما أعطى الناس حقهم ..اى إن حقوق الناس معلقه بمزاجه النفسي ورضاه أو غضبه ، وهذا ليس ضمانا من ضمانات السياسة لأنه يعتمد على مزاج رجل لا يضمن مزاجه احد .