lروع مرافعة فى اشهر محاكمة تادبية(بين القاضى والمحامى), تعليقا على المشاجرة بين المحامى والقاضى فى سوهاج

المدير العام

يحضرني في إيجاز أروع مرافعة في اشهر محاكمة تأديبية في القرن الماضي انعقد لواؤها لأكبر عبقريتين قانونيتين أنجبتهما مصر هما عبد العزيز فهمي –رئيس محكمة النقض منعقدة بهيئة مجلس تأديب ومرقص فهمي-المحامى بمناسبة الحكم بالغرامة على عدد من أعظم (العظمة للة وحدة)في عصرهم وتقديمهم للمحاكمة التأديبية بتهمة إهانة المحكمة الجنايات لانسحابهم من المرافعة أمامها-كنموذج-لنكشف معا عظمة ووقار وسموا الأعداد لمرافعتة وقدرتة الهائلة عند أدائها. ويمهد فارسنا لمرافعتة في هدوء ليزيل التوتر المعلق ويشيع الألفة في جو المحاكمة ويصور الواقعة على أنها مجرد لبس يعرض الأشقاء على الإباء لاستجلاء رأيهم فية فيقول:

(أن الموضوع المطروح ليس خصومة يترافع فيها إمام أعلى هيئة لتفصل في النزاع بل هو مجلس عائلة بحكم سرية المحاكمة التي فرضها القانون للتفاهم حول الحادث الذي عكر صفو التضامن وليقول الإباء الأجلاء حكمهم)

ثم يمضى على هذا النحو في مرافعتة للقضاء على هذا النحو في مرافعتة للقضاء على أية شبهة للاستقطاب أو التحزب فيدلل على أن القضاء والمحاماة أعضاء أسرة هي الأسرة القضائية فيقول((وقد غلب وضع الاسم لعمل القضاء لان كلمتة الفاصلة لكنها لا توجد ولا يفهم وجودها ولا تؤدى مأموريتها الابعنصريها- القضاء والمحاماة))

وتراة يتعجب فيتساءل أن الخلاف قد قام بين الفريقين عن صون واحد هو صون الكرامة فكيف يتفق الطرفان على المبدأ ثم عند التنفيذ أو بمعنى أخر ما هو مفهوم الكرامة عند الطرفين؟؟

وتظهر عبقريتة مرقص واقتدار حين يصل بالتحليل الدقيق إلى أن طبيعة عمل المحامى وخبرا تة المكتسبة من ممارسة المهنة لايمكن أن تحملة على الاعتداء على القاضي بينما طبيعة عمل القاضي اللذى يؤدى وظيفتة بين احترام الجمهور ووسط الابتسامات المتملقة والخضوع المغرى من كل جانب تجعلة يعتبر أن اى طلب أو مناقشة بينة وبين المحامى عملهما المشترك خروجا على كرامة القضاء.

ثم يدلل على صحة تعليلة بالمقارنة بين طبيعة عمل الاثنين(فهذا يرجو وقد يقبل طلبة يوما ويرفض أياما فتتكون عندة غريزة الصبر بينما الأخر يحكم ويأمر ويحسم فتتكون عندة غريزة الأمر واقتضاء الطاعة)

وهذا يترافع علنا ويكتب مذكرات يؤكد ثقتة بعدالة قاضية فكأنة يعبد قاضية سرا وعلنا فإذا اتهمتة بلا خلال بذلك فإنما تكون قد اتهمتة بالكفر بالة هو صانعة بينما طبيعة عمل القاضي السكوت علاوة على أنة لا يتكلم عن آداب المأمورية المشتركة بينهما بل لعلة لا يراها كذلك ويعمل المحامى جاهدا على استمالة القاضي تمهيدا لا قناعة بحق موكلة والقاضي لا يبتغى شياء من المحامى ومن ثم تهمة حالتة النفسية وقد يرى أن تكرار الخضوع حقا لة.

ثم ينتهي من المرافعة في هذا الجزء بنتيجة هي أن الطبيعة تحدثنا أن المحامى بحكم موقعة ولمصلحتة الذاتية ومن غرائزة المكتسبة لا يتعدى. إلا أنة لا ينسى وهو هذا المقام أن يذكر بالاحترام والتقديس الواجبين لمهنة المحاماة ويتناول بالرد على العبارة التي وجهتة محكمة الجنايات بحكم الغرامة إلى المحامين المنسحبين وكانت:

أن واجب المحامى أن يطيع المحكمة وان يعلم الناس طاعتها)

وتهتز لزئيرة جنبات محكمة النقض حين يختم هذة الجزئية بقولة:

0(((((لاياسيدى ليس القاضي ذلك الذي يأمر ويقتضى الطاعة- وليس واجبنا أن نطيع احد ولا أن نخضع لأحد ولا أن نعلم الناس الطاعة فلسنا أساتذة الطاعة والخضوع وإنما نحن رسل الحق والهداية إلى العدل .إن القاضي لايامر ولا يحب طاعة ولا خضوعا فلها جنود ولها منفذون.؟

إن المحامى أمام القاضي لا يطيع ولا يخضع بل يبذل وقتة ويرشد ويبن طريق العدالة ويهئ للقاضي أن يؤكد باحكامة في أذهان الناس وفى قلوبهم مكانتة من الإجلال والاحترام وما ابعد شرف للإرشاد وتمكين الجلال من منزلتةالطاعة والخضوع وتعليم هذة المنزلة للناس فإذا بالمساواة والإخلاص بين الاثنين فإنما نرجو تلك المساواة الداخلية في التقدير والاحترام لا المساواى الخارجية في التقدير والاحترام لا المستمدة من خوف الجماهير وتحتيات الجنود فذلك ممالا مطمع ولا حاجة لنا بة. ثم وتراة يستدير في تؤدة ناحية ممثل النيابة الذي كتب في مذكر تة أن المحامى يترافع واقفا ليصل بذلك تلميحا إلى أن المحامى في مرتبة أدنى من مرتبة القاضي فيقول بدورة

(إنما يقف المحامى أمام القاضي وأمام جمهور الناس ليشدهم ويشهد اللة قبلهم على أنة رسول العدل وأنة من طرق العبادة ما تقوم بة واقفا وما تقوم بة جالسا وكلا الموقفين يستويان فلا تقل للمصلى أنة يأمر المصلى واقفا وهما لا يتجزءان ويتكلم واقفا جمعا لقوتة ليثور على الباطل فان في الجلوس فتورا وان الفتور جمودا والوقوف عند الكلام ليس موقف طاعة بل هو موقف تتفق فية النيابة والمحامى إذا تكلم أيا منهما بل يقف المحامى في مكان منخفض مرتديا السودا حزنا ليكون قريبا مع من قهرتهم شهوة الإنسان ليسمع أناتهم فيرسل إلى قلب القاضي صرخات المظلومين.

وهكذا أوضح مر قس فهمي في هذة العبارات القوية المتزنة طبيعة العلاقة والمحاماة والاحترام والواجب بينهما وتظل مرافعتة صالحة لكل العصور ليتعلم منها شبابنا