هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
صدق الله العظيم
.................
انة فى يوم الخميس الموافق التاسع من صفر عام 1432 من الهجرة الموافق 13/1/2011 من الميلاد توفى الى رحمة اللة الحاج دسوقى عمر البقار عظيم عائلة البقار بالجيزة ...................... فان للة وانا الية راجعون ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, والدى العزيز جفت الدموع من العيون ولكن اعلم انا قلبى ماذال ينزف دماء يا حبيبى الى يوم الدين
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيبنا وشفيعنا محمد وعلى آله و صحبه الطيبين الطاهرين وعلى كل من تبع سنته واقتنى أثره الى يوم الدين خلق الحياء : ان ( خمس من علامات الشقاء : القسوة , وجمود القلب , وجمود العين , والرغبة في الدنيا , وطول الأمل) فالأيمان عريان , ولباسه التقوى , وزينته الحياء , وماله العفة وقد ذكر الحياء عند عمر بن عبد العزيز فقالوا: الحياء من الدين فقال عمر بن عبد العزيز : بل هو الدين كله فما الحياء ؟ وما أنواعه ؟ وما مكانته في الأسلام ؟ تعريف الحياء: الحياء لغة: هو مصدر قولهم : حيى وهو مأخوذ من مادة ( ح ى ى ) التي تدل على الاستحياء الذي هو ضد الوقاحة يقال : حييت منه أحيا اذا استحييت وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( الحياء شعبة من الايمان ) قال بعضهم : كيف جعل الحياء وهو غريزة شعبة من الايمان وهو اكتساب ؟ والجزاب في ذلك أن المستحي ينقطع بالحياء عن المعاصي فصار كالايمان الذي يقطع عنها ويحول بين المؤمن وبينها وقال ابن أثير :انما جعله بعض الايمان لان الايمان ينقسم الى :ائتمار بما أمر الله به وانتهاء عما نهى الله عنه فأذا حصل الانتهاء كان بعض الايمان فالحياء خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح من الاقوال والاعال والاخلاق حيث يمتنع صاحبه من التقصير في حق ذي الحق وقد قسم العلماء الحياء الى قسمين : غريزي ومكتسب والحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الايمان وهو المكلف به دون الغريزي وقد ينطبع الشخص بالمكتسب ي الذروة العليا والحياء نوعان : 1-نفساني : وهو المخلوق في النفوس كلها كالحياء من كش العورة , والجماع بين الناس 2- ايماني : وهو أن يمتنع المسلم من فعل المحرم خوفا من الله تعالى وقد قسم ابن القيم رحمه الله الحياء فقال: قسم الحياء الى عشرة أوجه : حياء جناية وحياءتقصير وحياء اجلال وحياءكرم وحياء حشمة وحياء شرف و عزة و حياء المستحي من نفسه 1- فأما حياء الجناية : فمنه حياء سيدنا آدم عليه السلام لما فر هاربا من الجنة , قال الله تعالى : ( أفرارا مني يا آدم ؟ قال : لا يا رب , بل حياء منك )-مدارج السالكين 2-حياء التقصير : كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهارلا يفترون , فاذا كان يوم القيامة قالوا : سبحانك, ما عبدناك حق عبادتك 3- وحياء الأ جلال: و هو حياء المعرفة , وعلى حسب معرفة العبد بربه , يكون حياؤه منه 4- حياء الكرم : كحياء النبي صلى الله عليه وسلم من القوم الذين دعاهم الى وليمة زينب و وطولوا عنده فقام واستحي أن يقول لهم أنصرفوا 5- حياء الحشمة : كحياء على بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي , لمكان ابنته عنده 6- حياء الاستحقار وأستصغار النفس : كحياء العبد من ربه عز وجل حين يسأل حوائجه , أحتقار لشأن نفسه , وأستصغارا لها 7- حياء المحبة : فهو حياء المحب من محبوبه حتى انه اذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه , وأحس به في وجهه ولا يدرى ما سببه 8- وأما حياء العبودية : فهو حياء ممتزج من محبة وخوف , ومشاهدة عدم صلاح عبوديته لمعبوده , وأن قدره أعلى و أجل منها فعبوديته له توجب استحياءه منه لا محالة 9- أما حياء المرء من نفسه : فهو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص , وقناعها بالدون -10 وحياء الشرف والعزة : فحياء النفس العظيمة الكبيرة اذا صدر منها ما هو دون قدرها من بدل أو عطاء أو احسان ,فانه مع بذله حياء شرف وعزة
الرسول صلى الله عليه وسلم حث الأمة على الحياء
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أمته بهذا الخلق الكريم رجالا ونساء , شبابا وشيوخا
فيقول : أستحيوا من الله حق الحياء قال عبد الله بن مسعود - وهو راوي الحديث - يا رسول الله ,انا نستحى والحمد لله , قال عليه الصلاة والسلام ( ليس ذاك , ولكن الاستحياء من الله , أن تحفظ الرأس وما وعى , والبطن وما حوى ,ولتذكر الموت والبلى , ومن أراد الآخرة , ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد أستحيا من الله حق الحياء )
وقد جاءه رجل يقول له : أوصني , فقال له موصيا : ( أوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي رجلا من صالحى قومك) رواه أحمد - وهذا الخلق الكريم من أخلاق المرسلين فقد ورد في الحديث عن أبو أيوب الأنصاري ( أربع من سنن المرسلين : الحياء و التعطر و السواك و النكاح )
وقد جعل الحياء شعبة من شعب الايمان فقال : الايمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من شعب الايمان وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الفحش في شئ الا شانه , ولا كان الحياء في شئ قط الا زانه ) رواه الترمذي
السلف الصالح يحثون على الحياء
سلفنا الصالح رضي الله عنهم قد حثوا أمة الاسلام على الحياء
يقول أبو بكر رضي الله عنه وهو يخطب بالناس يوما :
( معشر المسلمين : أسصتحيوا من الله , فو النفسي بيده , اني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز وجل ) مكارم الدنيا لابن أبي الدنيا
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من قل حياؤه , قل ورعه , ومن قل ورعه , مات قلبه )
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ( من لايستحي من الناس لا يستحي من الله )
وقال الحسن البصري رحمه الله : ( الحياء والتكرم خصلتان من خصال الخير , لم يكونا في عبد الا رفعه الله بهما )
قيل في الحياء أذا لم تخشى عاقبة الليالي ولم تستحي فأصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش خير و لا الدنيا اذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء وقد ورد ( يا ابن آدم انك ما أستحييت منى أنسيت الناس الناس ذنوبك , ومحوت من أم الكتاب زلائلك , والا ناقشتك الحساب يوم الحساب) وفي أثر أخر يقول الرب عز وجل : (ما أنصفني عبدي , يدعوني عبدي فأستحي أن أرده , ويعصيني ولا يستحي مني) مدارج السالكين الحياء أصل لكل خير يقول ابن الجوزي - رحمه الله : وخلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرا وأكثرها نفعا , بل هو خاصة الانسانية الا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة كما أنه ليس معه من الخير شئ , ولولا هذا الخلق لم يقر الضيف , ولم يوف بالوعد , ولم تؤد الأمانة , ولم تقض لأحد حاجة ولا تحرى الرجل الجميل فآثره , والقبيح فتجنبه , ولا ستر له عورة , ولا أمتنع , من فاحشة , وكثير من الناس ولولا الحياء الذي فيه لم يؤد شيئا من الأمور المفترضة عليه , ولم يرع لمخلوق حقا , ولم يصل له رحما , ولا برله والدا فان الباعث على هذه الأفعال اما ديني : وهو رجاء عاقبتها الحميدة و أما دنيوي علوى : وهو فاعله من الخلق فقد تبين أنه لولا الحياء اما من الخالق أو من الخلائق لم يفعلها صاحبها ثم قال رحمه الله : ان للأنسان زاجرين وآمرين .. آمر وزاجر من جهة الحياء .. فان أطاعه امتنع من فعل كل ما يشتهي وله آمر زاجر من جهة الهوى والطبيعة , فمن لم يطع آمر الحياء وزاجره , أطاع أمر الهوى والشهوة ولا بد
المعاصي تذهب الحياء قال ابن القيم -رحمه الله : من عقوبات المعاصي ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب , وأصل كل خيروذهابه ذهاب الخير أجمعه والمقصود أن الذنوب تضعف الحياء من العبد , حتى ربما أنسلخ منه بالكلية حتى أنه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلهم عليه , بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعل , والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء , واذا وصل العبد الى هذه الحالة لم يبق في صلاحه مطمع واذا رأى ابليس طلعة وجهه حيا وقال : فديت من لا يفلح , ومن لا حياء فيه ميت في الدنيا , شقي في الآخرة وبين الذنوب وقلة الحياء , وعدم الغيرة تلازم من الطرفين , وكل منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثا ومن استحيا من الله عند معصيته , استحيا الله من عقوبته يوم يلقاه , ومن لم يستح من معصيه لم يستح الله من عقوبته
اللهم انا قد أطعناك في أحب الأشياء اليك أن تطاع فيه الايمان بك والأقرار بك ولم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصى فيه ( الكفر و الجحد بك ) اللهم فاغفر لنا ما بينك ما بينهما