منتدى اسامة البقارالمحامى
منتدى اسامة دسوقى البقار يرحب بكم
منتدى اسامة البقارالمحامى
منتدى اسامة دسوقى البقار يرحب بكم
منتدى اسامة البقارالمحامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله العظيم ................. انة فى يوم الخميس الموافق التاسع من صفر عام 1432 من الهجرة الموافق 13/1/2011 من الميلاد توفى الى رحمة اللة الحاج دسوقى عمر البقار عظيم عائلة البقار بالجيزة ...................... فان للة وانا الية راجعون ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, والدى العزيز جفت الدموع من العيون ولكن اعلم انا قلبى ماذال ينزف دماء يا حبيبى الى يوم الدين
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Support
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» علم المواريث .. كل شئ عن حساب المواريث في دقائق .. وبمنتهى السهولة
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالخميس 01 يناير 2015, 1:01 pm من طرف نادى الريان

» حكم استانف هام في الغاء ضريبة كسب العمل
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالخميس 01 يناير 2015, 12:58 pm من طرف نادى الريان

»  دورة كاملة فى صياغة العقود
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالثلاثاء 30 أبريل 2013, 5:19 pm من طرف taha15

» برنامج المكتبه القانونيه " المرجع القانونى " جديد 8 ميجا فقط
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالأربعاء 20 فبراير 2013, 12:32 pm من طرف ناجى رضوان

»  برنامج الفرعون لآداره مكاتب المحامون
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالثلاثاء 19 فبراير 2013, 3:07 pm من طرف ناجى رضوان

» صيغــــة عقد بيع بالتقسيط
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالأربعاء 24 أكتوبر 2012, 4:50 pm من طرف remon.gamil

» صيغ دعاوى متنوعة
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالإثنين 09 يوليو 2012, 4:52 am من طرف خالدعبدالنبي

» بحث شامل عن نفقة الزوجية وابطالها وزيادتها وتخفيضها والتحرى عن دخل الزوج
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالأحد 01 يوليو 2012, 11:20 pm من طرف aroma

» استئناف نفقة متعة
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالإثنين 18 يونيو 2012, 5:04 pm من طرف على محمد

المواضيع الأكثر شعبية
المواضيع الأكثر شعبية

صيغ دعاوى متنوعة

بحث كامل عن الغش التجاري في المجتمع الإلكتروني

استئناف نفقة متعة

حكم نقض هام في الغاء ضريبة كسب العمل

الوعد بالبيع

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 79 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 79 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 405 بتاريخ الجمعة 22 نوفمبر 2024, 4:31 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 706 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو نادى الريان فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 4063 مساهمة في هذا المنتدى في 3244 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
اسامة البقار - 2764
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
الافوكاتو حنان - 381
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
محمود دسوقى - 319
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
محمود المصرى - 130
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
رجب اللولى - 45
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
حسين عبداللاهي احمد - 17
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
احمدف - 7
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
سلم محمد - 7
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
محمود حافظ خالد - 7
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
حريتى - 7
مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_rcapمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Voting_barمقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Vote_lcap 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التسجيل
  • تذكرني؟

  •  

     مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    اسامة البقار
    المدير العام

    المدير  العام
    اسامة البقار



    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Empty
    مُساهمةموضوع: مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله   مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله I_icon_minitimeالإثنين 17 مايو 2010, 2:22 pm

    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459469852_bc2a8051b9_o
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله


    سؤال: كيف اتخذ أهل الكتاب أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وهم لم يصلوا لهم ولم يصوموا لهم؟!مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    الجواب: اتخذوهم مشرعين لهم من دون الله حيث أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم فذلك عبادتهم لهم وذلك هو اتخاذهم أربابا من دون الله.
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o
    قال ابن القيم: "قال أبو البحترى فى قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً..} [سورة التوبة: 31]، قال: أما أنهم لو أمروهم أن يعبدوهم من دون الله ما أطاعوهم، ولكنهم أمروهم فجعلوا حلال الله حرامه وحرام الله حلاله فأطاعوهم فكانت تلك الربوبية".
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o
    قال ابن عثيمين: "الحكم بما أنزل الله تعالى من توحيد الربوبية؛ لأنه تنفيذ لحكم الله الذى هو مقتضى ربوبيته، وكمال ملكه وتصرفه، ولهذا سمى الله تعالى المتبوعين فى غير ما أنزل الله تعالى أربابا لمتبعيهم فقال سبحانه: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ..} [سورة التوبة: 31]، فسمى الله تعالى المتبوعين أربابا حيث جعلهم مشرعين مع الله تعالى، وسمى المتّبعين عبادا؛ حيث أنهم ذلوا لهم وأطاعوهم فى مخالفة حكم الله سبحانه وتعالى. وقد قال عدي بن حاتم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنا لسنا نعبدهم"، فقال النبى -صلى الله عليه وسلم-: «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه فتلك عبادتهم» [ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة علة الحديث هي جهالة غطيف بن أعين] (كتاب التفسير سورة النور 5/362).
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    وعامة التفاسير يقولون بهذا التفسير المأثور عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لم يعبدوهم بصلاة أو بصيام أو بما شابه، إنها الطاعة للمشرّعين من دون شرع الله رب العالمين، إنها الكفر المستبين والشرك الأكبر اللعين، إنها طاعة للشيطان وهى عبادته. ولقد نص القرآن على ذلك كثيرا ومن أصْرَحِه قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [سورة الأنعام: 121].
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o
    قال الشنقيطي في (أضواء البيان) فى تعليقه على هذه الآية: "فصرح أنهم مشركون بطاعتهم، وهذا الإشراك في الطاعة واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [سورة يس: 60-61]، وقوله تعالى عن إبراهيم: {يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً} [سورة مريم: 44]، وقوله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيدا} [سورة النساء: 117]، أي ما يعبدون إلا شيطانا، أي وذلك باتباع تشريعه".. إلى أن قال: "ومن أصرح الأدلة فى هذا أن الله جل وعلا فى سورة النساء بيّن أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب وذلك في قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} [سورة النساء: 60]، وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله أنه لا يشك فى كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحى مثلهم".. إلى أن قال: "فتحكيم هذا النوع من النظام (يريد التشريع) المخالف لتشريع خالق السماوات والأرض في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأديانهم كفر بخالق السماوات والأرض وتمرُّد على نظامه" (الأضواء بتصرف واختصار).مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    قلت: إن مؤمن الأمة أبا بكر (رضي الله عنه) هو أعظمها إيمانا وأعمالا، لو أطاع شياطين الجن والإنس في تحليل لحم الشاة الميتة غير المذكاة بحجة أنها ذبيحة الله وقتلته، وأنها إلى من ذبيحتهم وقتلتهم، لو أطاعهم -وحاشاه- لصار مشركا مخلدا في النار، وأكد الله ذلك بمؤكدين: (إن، واللام) إنكم لمشركون. بل النبي (صلى الله عليه وسلم) هو أول مخاطب بذلك الخطاب..فالأمر إذًا جلل وخطير، إنه كفر برب العالمين، إننا نعيش الآن أزمان إهدار الشريعة جملة وتفصيلا، والناس بين غفلة وجهل وإعراض وأحيانا سوء قصد. الشريعة مهدرة والناس بالملايين في العالم الإسلامي يتحاكمون إلى القوانين الوضعية ويظنون أنهم لم يرتكبوا كفرا ولا شركا بل يحسبون أنهم مهتدون.مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    يقول بعضهم: نحن نؤمن بالرب الخالق الرازق المحي المميت ونصلي له ونسجد ونصوم ونزكي ونحج فما علاقة التشريع بالربوبية؟!، أقول: هنا يلزم أن نبين الجوانب الثلاث للربوبية كما فصلها القرآن تفصيلا.مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o


    جوانب الربوبية: الجانب القدري الكوني- الجانب التشريعي- الجانب الجزائي. وردت لفظة الرب (مفرد ومضاف) في القرآن حوالي 965 مرة، موزعة سياقاتها على الجوانب الثلاث:
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    أولا: الجانب القدري الكوني:

    القدري لقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [سورة القمر: 49]، والكوني لقوله تعالى: {أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [سورة النحل: 40]، وهو الخلق وتدبير أمر المخلوقات كخلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق الملائكة والجن والإنس والطير والحشرات والأنعام والدواب والرياح والسحاب المسخر والنبات والشمس والقمر والنجوم والمجرات والليل والنهار (الآيات) والناس يقرون بهذا الجانب والقرآن يحتج عليهم بإقرارهم على ما أنكروه من الجانبين الآخرين (التشريعي والجزائي)، أو النبوات والمعاد.

    وعلماء السوء يهونون من هذه الردّة الظاهرة، يهونون من شأن الحكم بغير ما أنزل الله والذي هو حكم الجاهلية فيجعلونه كفرا دون كفر، أو يشترطون الاستحلال، وسيأتي الفصل في ذلك إن شاء الله.

    ومن أنكر الآيات الدالات على ربوبيته سبحانه ظلما وعلوا فقد أخبرنا الله عز وجل أنه قد استيقنتها أنفسهم، قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} [سورة النمل: 14]، {وَلَئِن سَأَلْتَهُم..} ومئات السياقات فى القرآن يرشد فيها الله عز وجل عباده إلى الاستدلال بهذا الجانب (المخلوقات وتدبير أمرها) على الجانبين الآخرين أو على أحدهما أو على توحيد الأسماء والصفات أو على توحيد الإلهية، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ..} [الآيات 5-7: الحج].

    وقال: {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [سورة القيامة: 36-40]. وقال: {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} [سورة الزمر: 5].

    وقال: {أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٦١﴾ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٣﴾ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٦٤﴾ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ۖ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ} [سورة النمل: 61-66]. ولما أعرضوا عن الذكر قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (Cool وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [سورة الشعراء: 7-9].
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    وكل المخلوقات وحركاتها وسكناتها وأقدارها وتدبير أمرها كل ذلك إنما يكون بكلمات الله القدرية الكونية، وهي كلمات الله التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر؛ فهي الكلمة العليا التي لا يسبقها شيء وفي الحديث «لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين..» [رواه الترمذي وصححه الألباني]. والعين لا تسبقه لأنها هي أيضا من القدر ولا تكون إلا بقدر وجميع أفعال المخلوقات الأحياء بقدر، قال تعالى: {وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} [سورة العنكبوت: 39]، وقال: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ} [سورة الأنفال: 59]، ما شاء الله كان وإن لم يشأه الخلق، وما لم يشأ لم يكن وإن شاءه الخلق. وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة لقمان: 27]، وقوله تعالى فى آية براءة {وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [سورة التوبة: 40] على القراءة بالرفع: هي الكلمة القدرية الكونية. ولاحظ إضافة الكلمات للربوبية فى قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} [سورة الكهف: 109]. وكل ما في السماوات والأرض إنما هي من آلاء الله ونعمه على الناس ابتداء بغير سابقة عمل منهم. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً..} [سورة لقمان: 21]. وقال: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمْ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الجاثية: 12-13]. وقال: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    والقرآن يذكر بنعم الله وما تستوجبه وتقتضيه من شكر النعمة من واجب السمع والطاعة وهو أداء الواجبات الشرعية، ليتم نعمته عليهم بالرسل والتشريع والجزاء. قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [سورة المائدة: 7]، وقال: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} [سورة القصص: 17]، وقال: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} [سورة الزخرف: 13-14].

    وقال: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿١٩٢﴾ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴿١٩٣﴾ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [سورة آل عمران: 191-194].

    هذه الآيات من سورة آل عمران ويل لمن لاكها بين لحييْه ولم يتدبرها.
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    إن أولي الألباب تناجيهم فطرتهم وعقولهم بأن الإحكام والإتقان والحسبان الدقيق في جميع المخلوقات والحكمة البالغة في كل شيء، والرعاية والاهتمام بهذا الإنسان تناديهم بأن هذا لا يكون باطلا، وبأن الله عليم حكيم ولابد من إرسال الرسل وإقامة الحجة، ولابد من يوم الحساب للثواب والعقاب إذ أَذِن الله قدرا بوجود المؤمن والكافر، المقسط والظالم، والسارق والمسروق، والله يتعالى عن خلق هؤلاء عبثا وتركهم سدى، لذلك استعاذوا بربهم من عذابه {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة آل عمران: 191]، ثم أتاهم المنادي بالإيمان بما نادتهم به فطرتهم وعقولهم الصريحة أَن آمنوا بربكم فآمَنُوا ورَجُوا الخير من الله سبحانه.

    وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [سورة فاطر: 3]، ما الذي يصرفكم صرفا شديدا مفاجئًا عن معرفة نعم الله، وأنه وحده صاحب النعمة؛ فهو وحده يستحق العبادة.مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    والقرآن مملوء من السياقات المجملة والمفصلة في تقرير النعمة وحقها من الشكر الذي لا يكون أساسا إلا باتباع شرع رب العالمين، وإنما ذكرت إشارات فقط كأمثلة سريعة.مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o


    ثانيًا: الجانب الجزائي:

    أي الثواب والعقاب في الدنيا، والآخرة غير أن الجزاء الدنيوي داخل تحت الجانب القدري الكوني من الربوبية، ومن أمثلة ذكر الجزاء الدنيوي في القرآن:

    - {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿١١﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿١٢﴾ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿١٣﴾ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [سورة الفجر: 6-14].

    - {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة الأعراف: 167]. و{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ..} [سورة الرعد: 6].

    - {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة البقرة: 201].

    - {وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ} [سورة العنكبوت: 27]، {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا..} [سورة الأعراف.: 137].
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    ومن أمثلة ذكر الجزاء الأخروي في القرآن:

    قوله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً} [سورة النبأ: 36].

    - {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [سورة القلم: 34]، وقوله: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [سورة هود: 119]، وقوله: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [سورة يونس: 93]، وقوله: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [سورة آل عمران: 194]، وقوله: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الزمر: 75].مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    ثالثا: الجانب التشريعي: وهو الوحي وإرسال الرسل وإنزال الكتب:

    قال تعالى: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة السجدة: 2]، وقال: {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [سورة القصص: 30]، وقال: {إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأعراف.: 104]، وقال: {إِنِّي رَسُولُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [سورة الزخرف: 46]، وقال: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ} [سورة الإسراء: 39]، وقال: {تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وقال: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنْ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة الشعراء: 10]. وقال: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الشعراء: 16]. وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ} [سورة النساء: 170]. وقال {وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}61-67 الأعراف وقال {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} 29 الأعراف. وقال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ..} [سورة الأعراف: 33]. وقال: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي} [سورة الأعراف: 60]، وقال: {وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً..} [سورة الأنعام: 80]، وقال: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي..} [سورة الشورى: 10]، وقال: {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ..} [سورة مريم: 19]، ومئات الآيات في ذلك الجانب من جوانب الربوبية، فكيف يكون مؤمنا مَنْ دفع او أهدر شيئا من ذلك الجانب؟!، وكيف غفل المسلمون كل هذه الغفلة عن كتاب ربهم وسنة نبيهم حتى أُهدِرت الشريعة وغيبت عن حياتهم وهم شهود، وحكمت فيهم بدلا عنها شرائع الطواغيت، حتى وصل خصوم الإسلام وأعداؤه إلى ما يريدون من إبعاد الإسلام عن حياة المسلمين!!!، إنا لله وإنا إليه راجعون.مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    ألا ما أقبح الإرجاء والمرجئة وما أقبح علماء السوء، وما أقبح الدعاة الذين يستعملون آلة الدين للدنيا، ويخطبون بدعوتهم ود السلطان، فيهونون من إهدار الشريعة بجعله كفرا دون كفر ولا يكون أكبر إلا بالاستحلال مثله كمثل مجرد الذنب أو المعصية التي تكون كفرا أكبر باستحلالها.
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o
    إن كلمة الشرع الرباني يجب أن تكون هي العليا في حياة الناس، إنها كلمة ربهم عز وجل وفي الصحيحين من حديث أبي موسى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل رياء والرجل يقاتل شجاعة أي ذلك في سبيل الله فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله». ولو شاء الله لجعل الكلمات الشرعية كالكلمات القدرية مستلزمة لآثارها قال تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [سورة الشعراء: 4].
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o
    فائدة: تلك هي الجوانب الثلاث للربوبية وتظهر فيها آثار مقتضيات وأحكام الأسماء الحسنى والصفات العلى، وينبغي مراعاة ذلك عند دراسة الأسماء الحسنى، ونوضح بمثال نختار فيه اسما له أكبر التعلق بموضوعنا وهو "الحَكَم".

    الحَكَم: هو الذي يحكم ما يريد (قدرا وشرعا وجزاءا)، ولا يُرَدّ حكمه وتمتنع معارضته، ويمتنع عليه الظلم بل هو الذي يمنع الظلم وهو صاحب حكمة تمنع من الجهل، وكل ذلك واقع في الجانب القدري والجزائي، أما فى الجانب الشرعي فهو الذي ابتلى الله به المُكلفين كما سبق وفرض عليهم الالتزام به؛ فمن امتنع عن الالتزام فسيأتيه الحكم جزاءا يوم القيامة قال تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنْ النَّارِ} [سورة غافر: 47].
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    من أمثلة الحكم القدري الكوني في القرآن:

    - {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [سورة الرعد: 41].

    - {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا..} [سورة الطور: 48].

    - {وَقَالَ يَا بَنِي لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ} [سورة يوسف: 67].مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    من أمثلة الحكم الجزائي الأخروي:

    - {ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [سورة آل عمران: 55].

    - {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ..} [سورة الحج: 56].

    - {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۚ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [سورة الأنعام: 62].

    - {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [سورة الشعراء: 4].

    - وقال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [سورة يونس: 99].

    - وقال: {أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} [سورة الرعد: 31]، ولكنه أراد ابتلائهم وامتحانهم {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [سورة الكهف: 29]، ومن شاء فليحكّم شرع الحَكَم ومن شاء فليعرض.

    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o
    من أمثلة الحكم الجزائي الدنيوي: (وهو يدخل تحت الحكم القدري)

    - {فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [سورة الأعراف: 87].

    - {وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [سورة يونس: 109].

    - {مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [سورة الأنعام: 57].

    - {رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [سورة الأنبياء: 112].
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o
    من أمثلة الحكم الشرعى:

    - {إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ..} [سورة يوسف: 40].

    - {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً..} [سورة الأنعام: 114].

    - {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ..} [سورة النساء: 105].

    - {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [سورة المائدة: 44].

    - {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة المائدة: 45].

    - {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة المائدة: 47].

    - {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [سورة المائدة: 50].

    - {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا..} [سورة النور: 51].مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2459169696_9d07df06b8_o

    وأحيانا ترد كلمة الحكم شاملة للأحكام الثلاث، قال تعالى: {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} [سورة الكهف: 26]، وقال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة القصص: 88].

    عود إلى بيان خطورة إهدار أو دفع أو رد شيء من شريعة الرب السيد الملك العلي الكبير ذي الكبرياء صاحب الكلمة العليا:

    - من فعل ذلك خرج من الملة بإجماع المسلمين، وإليك طائفة من حكايات الإجماع على ذلك:

    قال ابن حزم في (مراتب الإجماع) ولم يعلق عليه ابن تيمية في نقده لكتاب مراتب الإجماع: "واتفقوا على أنه منذ مات النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد انقطع الوحي، وكمل الدين واستقرت الشريعة، وأنه لا يحل لأحد أن يزيد فيها شيئا برأيه بغير استدلال منها ولا أن ينقص منها شيئا ولا أن يبدل شيئا مكان شيء، ولا أن يحدث شريعة وأن من فعل ذلك كافر".

    قال ابن كثير (البداية والنهاية): "فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر (مثل شريعة موسى وعيسى -عليه السلام- المنزلة من عند الله)، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه من فعل ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين".

    قال ابن تيمية (267/3): "والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، وحرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه فهو كافر مرتد باتفاق الفقهاء."

    قال اسحاق بن راهويه: "أجمع المسلمون على أن من سب الله أو سب النبي -صلى الله عليه وسلم- أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل أو قتل نبيا من الأنبياء، أنه كافر بذلك وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله".

    قلت: وما نحن فيه الآن هو دفع عام لما أنزل الله إلا قليلا، وجاري إهدار ما تبقى من الثوابت في النكاح والطلاق والمواريث وما شابه.


    يتبع ان شاء الله


    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله 2458693075_86c8dffafd_o
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله Almsloob-dfaed59c81
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://osama.forum-canada.com
     
    مقدمة فى قضية الحكم بغير ما أنزل الله
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
    » مذكرة بدفاع فى دعوى خلع مقدمة من المدعى عليه
    » الله معي.. الله ناظري.. الله شاهد علي
    » نحفظ القرآن استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
    » الوصف الكامل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتدى اسامة البقارالمحامى ::  المنتدى الاسلامى  :: العقيدة الإسلامية-
    انتقل الى: